آداب صلاة التراويح في البيوت

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم

آداب صلاة التراويح في البيوت
like
3
dislike
1
love
1
funny
0
angry
0
sad
0
wow
0

تبدأ صلاة التراويح شرعا ليلة الجمعة إن شاء الله  ، ولصلاة القيام في البيوت هذا العام طعم آخر  مختلف عن ما تعودنا عليه في سائر الأعوام الماضية  ، 
عوفينا  من الجري والركض والإسراع  ، إلى المساجد ، لنوفر على أنفسنا مزيدا من الوقت ، كما عوفينا من نظر الناس و لحظهم  ، لنخلو بالله عز وجل  ، فمن علامات الإخلاص  كما قال العارفون  : استواء حال الإنسان في السرّ والعلن   !! 

ولذا ينبغي ههنا أن أذكر نفسي وإياكم بمجموعة من الآداب  لصلاة التراويح في البيوت  :  

1 - إخلاص النية لله تعالى  :   
لقوله سبحانه ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم  ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم  . 
ولقد كان السلف أحرص الناس على إخفاء أعمالهم  ،
 
سأل رجل أبا الدرداء رضي الله عنه  كم تصلي من ركعة في بيتك ؟، فغضب وقال له : أأخلو بربي  في عمل تسألني عنه ليحبط  ؟؟ " 
وقال الشافعي رحمه الله  : (ينبغي أن يكون للعبد خبيئة من العمل الصالح فإن كل ما ظهر للناس كان قليل النفع في الآخرة )  فتدبر  هذا الكلام جيدا   ، 
وعلى هذا كما أفتينا  بعدم جواز الإئتمام بشخص عن طريق التلفاز ولا الراديو ولا الفيسبوك  ، لما تقدم نشره ، فلا يجوز أن يبث الإنسان صلاته من بيته لأحد،  ولا حاجة لنا في ذلك  ، و لا داعي للبحث عن تاويلات ومبررات  واهية،  كم يزعم أنه سيدخل القرآن  بصوته للبيوت  !! 
فالبيوت مشغول اهلها بما أنت مشغول به  ، و القرآن الكريم  ليس مجهولا عند الناس ولا تسجيلاته  من قبل القرّاء الحذاق نادر أو قليل  ، بل هو متوفر في كل وسائل الاعلام والتواصل بحمد الله  !! 
فلا داعي لمخادعة النفس والغير  ، فاحفظ عملك رحمك الله  من كل تسميع  وتشهير  !! ولا تنس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( من سمّع سمع الله به ) 

ووالله إنها لفرصة غالية لنخفي العمل ليعظم الأجر  ، وهذا ما قصده فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني حينما نشر تدوينة منذ أيام  لم يفهمها بعض الناس  مفادها ( صلاة التراويح في المساجد سنة الضعفاء وصلاتها في البيوت سنة الأقوياء ) لأن قصده ههنا قصد سلوكي  متعلق بالاخلاص  !!

وأذكر نفسي وإياك بقول الجنيد العراقي رحمه الله  لما سئل عن الإخلاص  : قال ما لا يطلع عليه ملك فيكتبه  ، ولا شيطان فيفسده  ، ولا هوى فيُميله  ) .

2 - التزين لها  : لقوله تعالى  (، يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( الأرض كلها مسجد إلا  المقبرة والحمام  ) .فالبيت مسجد أيضا  .

وقد وقف بعض السلف في السوق يشتري حُلّة باهضة الثمن فقال له رجل  : تشتريها  بهذا الثمن وانت التي تعظ الناس بالزهد  فقال له : يا هذا  ، إنما  اشتريها لاتزين بها لربي عز وجل في قيام الليل  !! 

3 - تجوز القراءة من المصحف ، وليس شرطا أن يكون الانسان حافظا للقرآن  .

4 - لا يشترط أن يقرأ القرآن كله في صلاة التراويح  في رمضان  ، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم  ، والله تعالى يقول( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن  ) .
وعلى هذا لو قام رمضان كله بسورة الفاتحة فقط لكفاه  ، لكن لا شك كلما زاد في القراءة عظم الأجر .

5 - إذا صلى الانسان في بيته فليحرص أن يؤمّ أهله  ، من زوجة وأولاد،  وحينئذ يؤم القوم أقرؤهم  لكتاب الله  أي أحفظهم  ، ولو كانوا صغارا .

6 -الحرص على صلاة الوتر والدعاء  بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة. 

7 - يجوز أن يصلي ما شاء من الركعات  ، ثمان أو عشرا أو أكثر  ، والمهم أنّ من يأتمّ به يحرص على إتمام  الصلاة خلفه لقول النبي صلى الله عليه وسلم  ( من قام مع الإمام  حتى ينصرف كتب له قيام ليلة )  رواه الترمذي وسنده صحيح  .

8 - عدم التحدث بذلك بعد العمل  ، فلا داعي لإشهار  شيء أو إظهاره  لأحد ، كائنا ما كان .

9 - الحذر من العُجب والغرور  بالنفس ، فإذا  وفقك الله للقيام  ،  فقل ذلك بتوفيق من الله  !،
يقول بعض السلف  ( لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما وأصبح مُعحبا  )  !! 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد منه : العُجب  ) رواه أحمد )أي الاعجاب بالنفس  !! .

وفقكم الله  لصيام رمضان وقيامه  إيمانا  واحتسابا  .