آداب صلاة التراويح في البيوت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم
تبدأ صلاة التراويح شرعا ليلة الجمعة إن شاء الله ، ولصلاة القيام في البيوت هذا العام طعم آخر مختلف عن ما تعودنا عليه في سائر الأعوام الماضية ،
عوفينا من الجري والركض والإسراع ، إلى المساجد ، لنوفر على أنفسنا مزيدا من الوقت ، كما عوفينا من نظر الناس و لحظهم ، لنخلو بالله عز وجل ، فمن علامات الإخلاص كما قال العارفون : استواء حال الإنسان في السرّ والعلن !!
ولذا ينبغي ههنا أن أذكر نفسي وإياكم بمجموعة من الآداب لصلاة التراويح في البيوت :
1 - إخلاص النية لله تعالى :
لقوله سبحانه ( وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم .
ولقد كان السلف أحرص الناس على إخفاء أعمالهم ،
سأل رجل أبا الدرداء رضي الله عنه كم تصلي من ركعة في بيتك ؟، فغضب وقال له : أأخلو بربي في عمل تسألني عنه ليحبط ؟؟ "
وقال الشافعي رحمه الله : (ينبغي أن يكون للعبد خبيئة من العمل الصالح فإن كل ما ظهر للناس كان قليل النفع في الآخرة ) فتدبر هذا الكلام جيدا ،
وعلى هذا كما أفتينا بعدم جواز الإئتمام بشخص عن طريق التلفاز ولا الراديو ولا الفيسبوك ، لما تقدم نشره ، فلا يجوز أن يبث الإنسان صلاته من بيته لأحد، ولا حاجة لنا في ذلك ، و لا داعي للبحث عن تاويلات ومبررات واهية، كم يزعم أنه سيدخل القرآن بصوته للبيوت !!
فالبيوت مشغول اهلها بما أنت مشغول به ، و القرآن الكريم ليس مجهولا عند الناس ولا تسجيلاته من قبل القرّاء الحذاق نادر أو قليل ، بل هو متوفر في كل وسائل الاعلام والتواصل بحمد الله !!
فلا داعي لمخادعة النفس والغير ، فاحفظ عملك رحمك الله من كل تسميع وتشهير !! ولا تنس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمّع سمع الله به )
ووالله إنها لفرصة غالية لنخفي العمل ليعظم الأجر ، وهذا ما قصده فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الريسوني حينما نشر تدوينة منذ أيام لم يفهمها بعض الناس مفادها ( صلاة التراويح في المساجد سنة الضعفاء وصلاتها في البيوت سنة الأقوياء ) لأن قصده ههنا قصد سلوكي متعلق بالاخلاص !!
وأذكر نفسي وإياك بقول الجنيد العراقي رحمه الله لما سئل عن الإخلاص : قال ما لا يطلع عليه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيُميله ) .
2 - التزين لها : لقوله تعالى (، يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ) .فالبيت مسجد أيضا .
وقد وقف بعض السلف في السوق يشتري حُلّة باهضة الثمن فقال له رجل : تشتريها بهذا الثمن وانت التي تعظ الناس بالزهد فقال له : يا هذا ، إنما اشتريها لاتزين بها لربي عز وجل في قيام الليل !!
3 - تجوز القراءة من المصحف ، وليس شرطا أن يكون الانسان حافظا للقرآن .
4 - لا يشترط أن يقرأ القرآن كله في صلاة التراويح في رمضان ، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى يقول( فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ) .
وعلى هذا لو قام رمضان كله بسورة الفاتحة فقط لكفاه ، لكن لا شك كلما زاد في القراءة عظم الأجر .
5 - إذا صلى الانسان في بيته فليحرص أن يؤمّ أهله ، من زوجة وأولاد، وحينئذ يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله أي أحفظهم ، ولو كانوا صغارا .
6 -الحرص على صلاة الوتر والدعاء بعد الرفع من الركوع في الركعة الأخيرة.
7 - يجوز أن يصلي ما شاء من الركعات ، ثمان أو عشرا أو أكثر ، والمهم أنّ من يأتمّ به يحرص على إتمام الصلاة خلفه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه الترمذي وسنده صحيح .
8 - عدم التحدث بذلك بعد العمل ، فلا داعي لإشهار شيء أو إظهاره لأحد ، كائنا ما كان .
9 - الحذر من العُجب والغرور بالنفس ، فإذا وفقك الله للقيام ، فقل ذلك بتوفيق من الله !،
يقول بعض السلف ( لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما وأصبح مُعحبا ) !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد منه : العُجب ) رواه أحمد )أي الاعجاب بالنفس !! .
وفقكم الله لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا .